الرحمة في القرآن الكريم

الحلّ نيوز – الرحمة في القرآن الكريم: جوهر الرسالة الإلهية . عندما يُذكر الإسلام، فإن أول ما يجب أن يتبادر إلى الذهن هو الرحمة، فهي ليست فقط خُلقًا كريمًا، بل أساسًا قامت عليه الرسالة الربانية. وقد تجلّت هذه القيمة بوضوح في القرآن الكريم، كتاب الله ، الذي بدأ أول سورة فيه بآيتين تتكرران في كل صلاة: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ”.
الرحمة من أسماء الله الحسنى
القرآن يفتتح بـ “بسم الله الرحمن الرحيم”، مما يدل على أن أول صفة يُقدّم الله بها نفسه لعباده هي صفة الرحمة. وقد ورد اسم الرحمن 57 مرة، واسم الرحيم 114 مرة، مما يُظهر تركيزًا شديدًا على هذه الصفة.
- الرحمن: رحمة الله العامة التي تشمل كل خلقه، مؤمنهم وكافرهم.
- الرحيم: رحمة خاصة بالمؤمنين، تشمل لطفه ومغفرته وهدايته لهم.
“وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ” — [الأعراف: 156]
آيات تؤكد رحمة الله بعباده:
القرآن مليء بالآيات التي تصف كيف يغفر الله الذنوب، ويتوب على التائبين، ويعين الضعفاء، ويهدي الحيارى:
“قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا” [الزمر: 53]
“إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ” [البقرة: 143]
“وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ، لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ” [الكهف: 58]
الرحمة في المعاملات والتشريعات:
حتى في الأحكام التي قد تبدو شديدة، نجد أن الرحمة عنصر أساسي فيها:
في الصيام: “يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ” [البقرة: 185]
في القتال: “وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا” [الأنفال: 61]
القرآن يؤكد أن الرحمة ليست حكرًا على المسلمين فقط، بل هي للناس أجمعين:
“وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ” [الأنبياء: 107]
فالإسلام، في جوهره، دين رحمة وعدل وهداية، لا دين قسوة أو عنف كما يروّج له البعض ظلمًا.
الرحمة في القرآن الكريم ليست مجرد صفة من صفات الله، بل هي منهج حياة، تبدأ من العلاقة بين العبد وربه، وتمتد إلى كل جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والروحية. وإذا أردنا فهم الإسلام على حقيقته، فعلينا أن نبدأ من رحمته، لا من الأحكام المجتزأة أو الصور المشوهة.