مانوس: المنافس الصيني الجديد للذكاء الاصطناعي الذي يثير الجدل والقلق

برنامج “مانوس” (Manus)، الذي ظهر مؤخرًا كمنافس صيني جديد لبرنامج “شات جي بي تي”، جذب انتباه مجتمع التكنولوجيا العالمي، حيث تباينت ردود الأفعال ما بين الحماس الحذر والقلق بشأن أمن البيانات. هذا الاهتمام يأتي بعد الجدل الذي أثاره أداء نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك آر 1″، الذي تميز بتكلفة تطوير منخفضة مقارنة بالنماذج الأمريكية.
في مقطع فيديو ترويجي، وصف ييشاو بيك جي، مبتكر “مانوس”، البرنامج بأنه ليس مجرد روبوت دردشة تقليدي، بل هو نظام مستقل قادر على تقديم نتائج عملية وليس فقط توليد الأفكار، مما يجعله نموذجًا واعدًا للتعاون بين الإنسان والآلة.
منذ إطلاق “شات جي بي تي” في أواخر عام 2022، تسابقت الشركات التكنولوجية الكبرى والناشئة في تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة. تميزت بعض هذه البرامج بقدرتها على العمل شبه المستقل، مثل برنامج “كلود” من شركة “أنثروبي” وميزة “ديب ريسيرتش” في “شات جي بي تي”، حيث تستطيع تنفيذ مهام عبر الإنترنت كالتصفح وجمع المعلومات وإنشاء الملخصات.

قدمت شركة “باتر فلاي إيفكت”، المطورة لبرنامج “مانوس”، عبر موقعها أمثلة على قدرات البرنامج، مثل المساعدة في عمليات شراء العقارات. ومع ذلك، أشار صحفي من موقع “تيك كرانش” إلى فشل البرنامج في تنفيذ مهام بسيطة كطلب وجبة أو حجز تذكرة سفر.
وصف ييتشاو جيه، كبير العلماء في شركة “مونيكا”، “مانوس” بأنه أول وكيل ذكاء اصطناعي مستقل في العالم، حيث يجمع بين المعرفة والتطبيق، مستمدًا اسمه من الشعار اللاتيني “Mens et Manus” الذي يعني “العقل واليد”.
اقرأ أيضاً: تحويل الفيديو إلى نص بالذكاء الاصطناعي
أظهر عرض توضيحي للبرنامج قدرته على تنفيذ مهام متعددة بفعالية، مثل اختيار مرشحين لوظيفة، وتحليل العلاقات بين الأسهم، وإعداد تقارير عن العقارات المتاحة. تستند قوة “مانوس” إلى بنيته متعددة الوكلاء، التي تمكنه من إدارة عمليات معقدة عبر توزيع المهام بين أنظمة ذكاء اصطناعي متخصصة.
على عكس النماذج الغربية التي تعتمد على توجيه المستخدم، يتميز “مانوس” بالقدرة على بدء المهام بشكل مستقل، وتحديث استراتيجياته وفقًا للمعطيات الجديدة، ما يجعله مساعدًا لا يتوقف حتى إكمال المطلوب.

رغم إمكانياته، تثير طبيعة “مانوس” المستقلة مخاوف متزايدة حول أمن البيانات، خاصة مع اعتماده على الحوسبة السحابية. كما أن محدودية البنية التحتية للخوادم أعاقت تجربة البرنامج على نطاق واسع، ما أدى إلى تعليق حسابه الرسمي على منصة “إكس”.
أعرب خبراء عن شكوكهم في كفاءة “مانوس” بعد اختبارات أظهرت بطئه في إنجاز المهام مقارنة ببرامج أخرى. كما يثير اعتماده على قرارات مستقلة تساؤلات قانونية وأخلاقية حول المسؤولية عند اتخاذ قرارات خاطئة تؤدي إلى خسائر أو عواقب غير مقصودة.